احلام اليقظة

تردد وهو يطرق الباب برفق وخوف، وجده موارباً فزاد تردده كان يشعر بصراخ يقوده
إلى نهاية الطريق ويسمع أناة ينادي بذلك الصوت لا تفعل إنها النهاية الحتمية تتوارى
أقدامه وينحرف بالاتجاه المعاكس إلى بوابة المستشفى لكي يعود إلى حلم الحياة ويرفض الإيمان بالواقع .
وعند الباب سمع ذلك الشخص يلوم نفسه عندما تأخر في إجراء عملية جراحية لوالده في القلب، وأدت به
إلى تفاقم الحالة ثم الوفاة ،وما إن سمع الوفاة حتى استعاد أنفاسه وعاد لذلك الباب الذي يرى منه انتحاراً
بطيئاً وهو يرفض ذلك.
يدخل العيادة وقد هاله عدد المراجعين ينتظر النداء بالاسم وهو يرتجف خوفا من عاقبة القرار.وعند
النداء يتقدم للطبيب وهو يرى مصيراً ينتظره .
ينهي الطبيب الكشف وقد أخبره بموعد العملية ومدى خطورتها وعند المغادرة يخرج من الباب وإذا بتلك
الجثة عابرة من أمامه وقد فارق صاحبها الحياة بعد مرض أَلَمَّ به .يقتاد خطاه بمشي النسلان إلى منزله وهناك
بدأ يفكر في حل لما هو بصدده، وفي اليوم التالي يستعد للذهاب إلى مثواه الأخير في حد علمه، وقد أنهى ماله
وما عليه دون أدنى أمل يقوده للبقاء المؤقت ،يذهب إلى المستشفى ويدخل العيادة وهو يرى الطبيب قد استعد
لعمله فدارت همهمات في داخله وتناثرت إشاعات انطلقت من ركن قصي في داخله الحزين !
الطبيب يرسل الممرضة لترتيب وتجهيز الغرفة ويطلب منه المغادرة إلى القسم استعداداً لإجراء العملية .
بدون سبب محدد نظر إلى ساعته ،فهالته السرعة التي يقفز بها ذلك العقرب المجنون وضحك وما إن ضحك
حتى انقلب ضحكه إلى غمٍّ حين أدرك حقيقة أن مع كل ثانية يقطعها عقرب الساعة يقفز العمر ثانية ..
ويتراجع الزمن المتبقي له على وجه الأرض فتولاه الذعر على تسرب العمر وشعر بسلاسل من حديد تشده
من رقبته إلى الخلف في اتجاه المقابر .
يدخل الغرفة وقد استعد لأن يأخذ المخدر، واستسلم لأمره الواقع هناك أمام عينيه في غرفة العمليات.
كان ذلك المنظر الجميل الذي يوحي بجمال الحياة، وصفاء العيش وطيب المقام يحمل في أطرافه جبال
طرزتها سهول خضراء بجمال اللون وحسن المنظر .
وهو يحاول التركيز في تلك البيوت الكالحة والممرات الضيقة والشرفات المتهالكة في منظره الجميل الذي
طبع بداخله جمال الريف وإبداع المصور، ويزداد التدقيق فتقع عينيه على فتاة تطل من نافذة منزل بنصف
صدرها، وأطفال يقلقون راحة النائمين وإذا به يفقد وعيه على ذلك المنظر.
تقوده الصورة إلى تلك الحياة، وهو يرى نفسه بين أولئك البشر قد عاش الحياة بذاتها .
فقرر أن يجوب الأرض مشيا على الأقدام، وإذا به يمر في واحة خضراء وتقود خطواته خيوط نحيلة من نور
ترسلها النجوم بعد أن توارى القمر، تعثرت قدماه فسقط .حاول أن ينهض فلم يستطع هناك قوة سحرية شدته
إلى حيث وقع فاستسلم للرقاد ولم يدر أنه سقط في حقل من الزهور إلا حينما لامست الزهور خده فانهال عليها تقبيلا .
يستمر الطبيب في عمليته الجراحية وهو يرى ذلك المريض، وقد رافقته ابتسامة سحرية عمت محياه فعجب لأمره !
وينطلق من ذلك الحقل وكأنه يريد أن يطير بعيداً عن هذا الكون، وإذا به يرى تلك الفتاة في ذات المنظر وقد
صاحبته إلى الجبل ظنا منه بأن يصل إلى السماء .فقابلتهم سحابة جلسَا فوقها فحملتهم إلى بحر العشق ثم ذابت
حنينا فسقطا محمولين على المطر حملتهم الأعماق .
ينهي الطبيب عمليته الجراحية بسلام ولازال مريضه مسافراً بلا عودة إلى ذلك المنظر !
وبعد انتصاف اليوم يعود إلى وعيه وقد تم شفاؤه، وإذا به يقف مذعوراً لما رأى وهو يبدي على وجهه
عدم الرضا الطبيب :ما بك لقد تمت العملية بنجاح لما لا تَسَّر بذلك ؟
ويَرَّد بصوت حزين أريد أن أعود إلى الحياة
الطبيب أي حياة تريد هل جننت إنك على قيد الحياة !
لا... لا لقد رأيت الحياة بعينها ..كل الناس تقول لو أن الزمن قد عاد بي إلى الوراء لاخترت نفس الطريق
الذي سرت فيه؛ لأعيش نفس حياتي ولكنني أخبرك أيها الطبيب أنني قد عشت حياتين وإن كانت أحلام يقظة!.

الغاالي عمو ابو عمر

اليك ما اعرفه عن احلام اليقضه
هي اساليب هروبيه من المواقف المولمه التي نعجز عن مواجهتها بطرق مباشره

هي اساليب او طرق وسلوكيات يقوم بها الفرد (لاشعوريا) اي لايشعر بها

كما يقول علما النفس ,

الهدف منها = ليخفف من التوتر والضغط و الشعور بالفشل و الياس

الذي يواجهه او من الاحباطات اليوميه والصراعات التي يعيشها

وهي صمام امان النفس اي تحافض علي التوازن النفسي

شكرااااااااااا لك على الطرح

موضوع: رد: احلام اليقظة السبت أبريل 18, 2009 4:02 am

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية